الأمّ
الشّاعر فؤاد زاديكى
أفْنَيْتِ عمرَكِ كي تَزِيدي سِنِيْنِي … عُمرًا, حملتِ تَوَجُّعِي و أنِيْنِي
فَكَتَبْتِ في سِفْرِ الحياةِ رسالةً … مِنْ حبرِ حُبِّكِ كي تَكونَ مُعِيْنِي
وجعلْتِ صبرَكِ فوقَ كلِّ حُدودِهِ … وأزَلْتِ كلَّ الظنِّ عندَ يَقِيْنِ
الليلُ يَحفظُ في ذخائرِ صمتِهِ … ذاكَ الكثيرَ مِنَ العطاءِ بِلِيْنِ
أبْكَتْكِ حيرةُ لحظةٍ بِشُرُودِها … فبَحْثْتِ عن فرحٍ يُزِيلُ حُزُونِي
وإذا قصدتُ سريرَ مهديَ سائِلًا … عَمّا تَجَمَّعَ مِنْ رُكامِ دُيُونِي
فَقلِيلُهُ يَسَعُ الحياةَ بِكَمِّهِ … دَينُ العطاءِ مُكَوِّنًا تَكْوِيْنِي
مهما أقولُ بِحَقِّ وصفِكِ عاجِزٌ … قلَمِي بروحِ شُعُورِهِ كَضَنِيْنِ
أنتِ الحياةُ وقد مَنَحْتِنِي بعضَها … ورَسَمْتِ في قَدَرِ الحياةِ شُجُونِي
فأنا المَدِينُ لكلِّ ذلكَ, مؤمِنٌ … أنّي أُقَصِّرُ لم أكُنْ بِأمِيْنِ
فيما يخصُّكِ والعنايةِ هذه … إنْ خِدمةً أو في مجالِ شُؤونِ.