إنْ عَشِقْنَاكُم
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
إنْ عَشِقْنَاكُمْ فَللإحساسِ عُذْرُ … طَرْفُكُمْ ساهٍ ومِنْهُ الأمرُ أمْرُ
ليسَ للقلبِ التَّخَلِّي عنْ شُعُورٍ … نَحْوَ هذا السِّحرِ والمَضمُونُ سِرُّ
في وُجُودِ العِشقِ تَختالُ المَعانِي … شَمسُهَا شَمشٌ وذاكَ البدرُ بَدرُ
إنْ عَشِقْنَاكُمْ فذاقَ القلبُ مِنْكَمْ … بعضَ مُرٍّ, صارَ إعراضٌ وهَجْرُ
لَسْنَا عَنْكُمْ في رَحِيلٍ. إنّ هذا … ما أرادَ اللهُ مقدورًا ودَهْرُ
كُلَّما طَيفٌ معَ الأيّامِ أسْرَى … صَوبَنَا قُلْنَا بِهِ مِنْكُمْ مَمَرُّ
إنْ لَنا عُذْرٌ, فإنّ العُذرَ باقٍ … طالَما منكمْ حديثٌ لا يَسُرُّ
وجهُكُمْ مَهوَى سُرُورٍ وانتِعاشٍ … ليسَ مُحتاجًا لِكَي يُخْفِيْهِ سِتْرُ
إذْ بِهِ روحٌ طَلِيقٌ مُسْتَحَبٌّ … نورُهُ يَحلُو وبِالأنوارِ سِحْرُ
قَدْ خَبِرْتُ العشقَ لكنْ في هَواكُمْ … مثلُ تلميذٍ لهُ بالسِّفْرِ سَطْرُ
عِشْقُكُمْ بَلوَى ولِي فيهِ مِزاجٌ … حَبَّذَا لو جادَ مِنْ دُنْيَاهُ قَطْرُ.