مناهِلُ الشّعر
الشّاعر السوري فؤاد زاديكى
إنّ القصائدَ إنْ كانتْ بِرَونَقِها … جاءتْ شُعُورًا بيانُ النّظمِ أبدَعَهَا
ظلَّتْ قلائدَ حُسْنٍ في معالِمِهَا … ما أروعَ السّحرَ بالإبداعِ رَصَّعَهَا
وحيُ المشاعرِ يُغرينا بِهالتِهِ … عندَ التّناغُمِ والإنشادُ أسْمَعَهَا
روحٌ تُحَلِّقُ في آفاقِ مُبدِعِهَا … يختارُ منها الذي يُغري لِيَصْنَعَهَا
طَوقًا يُزَيِّنُ جيدَ العاشقينَ لَهَا … مَدَّتْ إلى أَلَقِ الإبداعِ أذْرُعَهَا
يا مُتعةَ الشّعرِ في أفياءِ دوحتِهِ … جُودِي بروحِكِ إنّ اللهَ رَفَّعَهَا
مِنها المناهلُ في عَذْبٍ مشارِبُهَا … أغْنَتْ خَيالًا وفِكرًا شاءَ أروَعَهَا
إنّ المعاني مع الأفكارِ مُمْتَزِجٌ … مِنْها شُعُورٌ لكي تُغنِي مَزارِعَهَا
هذا الحصادُ كما يبدُو لِناظِرِهِ … يُعطي ثِمارًا ومِنْهُ المَنْحُ أشبَعَهَا
رُوحًا تَجَلَّتْ جَلِيًّا في معالِمِهَا … إنّ القصائدَ لم تَغْفُلْ مَرَاجِعَهَا
ذَوقٌ رفيعٌ وإحساسٌ بهِ ألَقٌ … هذي منابِعُهَا فاطلُبْ منَابِعَهَا.