بقاءُ الحرفِ٠٠٠٠٠الشاعر السوري فؤاد زاديكى

بقاءُ الحرفِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

مِنْ هُنا مَرَّتْ حُرُوفي … شاهِدٌ مِنها بَقَاءُ
إنّني ما كُنْتُ إلّا … مالِئًا فكري صَفَاءُ
غارِقًا في حُبِّ شِعرٍ … واسِعٌ مِنهُ فَضَاءُ
أحرُفي تَحكي شُجُوني … بينما جِسمِي فَنَاءُ
كُنتُ في يومٍ أُغنّي … طابَ مِنْ صوتي غِنَاءُ
ها أنا عنكمْ بعيدٌ … لم يَعُدْ مِنّا لِقاءُ
اِنْطَفَا وَهْجٌ لِفكري … اِنتفَى عنهُ العَطَاءُ
أُذكُرُوني في حديثٍ … ربّما في ذا عَزَاءُ
إقرؤوني في كتابٍ … بعضُ ما فيهِ رَجَاءُ
أُمنياتي كانَ منها … في مُناجاةٍ نِدَاءُ
قد يكونُ الموتُ سِفْرًا … في تَجَلِّيهِ انقِضَاءُ
في رِحابِ الكونِ يبقى … بعضُهُ و البعضُ دَاءُ
يا صديقَ العُمرِ إنّي … راحِلٌ حيثُ القَضَاءُ
كانَ في يومٍ حُضورِي … فاعِلًا ليسَ انكِفَاءُ
قادِرٌ يُعْطِي و يُعْطِي … واثِقٌ منهُ انتِشَاءُ
بينَما أصبحتُ ذِكْرًا … ما لهُ نُورٌ مُضَاءُ
اِنْقَضَى أمرِي بِحُكْمٍ … مثلمَا كانَ ابْتِدَاءُ
ليتَ في حرفِي سَمِيرًا … هكذَا رُوحِي تَشَاءُ
كي يَظَلَّ الذِّكرُ حَيًّا … ماثِلًا مِنْهُ وَلَاءُ.

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ